* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (٥٥) [سورة مريم : ٥٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : وأنه (كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ)، قال الحسن : أراد بأهله أمته ، والمفهوم من الأهل في الظاهر أقرب أقاربه. و (وَكانَ) مع هذه الأوصاف (عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) قد رضي أعماله لأنها كلها طاعات لم يكن فيها قبائح. وإنما أراد بذلك أفعاله الواجبات والمندوبات دون المباحات ، لأن المباحات لا يرضاها الله ولا يسخطها. وأصل «مرضي» مرضو فقلبت الضمة كسرة والواو ياء وأدغمت في الياء (١).
* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(٥٧) [سورة مريم : ٥٧ ـ ٥٦]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني جبرائيل عليهالسلام ، أنّ ملكا من ملائكة الله كانت له عند الله عزوجل منزلة عظيمة ، فغضب عليه ، فأهبط من السماء إلى الأرض ، فأتى إدريس عليهالسلام ، فقال : إنّ لك من الله منزلة ، فاشفع لي عند ربّك ، فصلّى ثلاث ليال لا يفتر ، وصام أيّامها لا يفطر ، ثمّ طلب إلى الله عزوجل في السّحر ، في الملك.
فقال الملك : إنّك قد أعطيت سؤلك ، وقد أطلق لي جناحي ، وأنا أحبّ أن أكافئك ، فاطلب إليّ حاجة ، فقال : تريني ملك الموت لعلّي آنس به ، فإنّه
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ١٣٣.