* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا) (٥٣) [سورة مريم : ٥٣ ـ ٥١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : قرأ أهل الكوفة إلا أبا بكر (مُخْلَصاً) ـ بفتح اللام ـ بمعنى أخلصه الله للنبوة. الباقون ـ بالكسر ـ بمعنى أخلص هو العبادة لله.
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَاذْكُرْ) موسى (فِي الْكِتابِ) الذي هو القرآن.
وسماه كتابا : لأنه يكتب. وأخبر أن موسى كان مخلصا بطاعاته وجه الله تعالى دون رياء الناس ، وأنه لم يشرك في عبادته سواه. ومن فتح اللام أراد أن الله أخلصه لطاعته بمعنى أن لطف له ما اختار عنده إخلاص الطاعة. وإنه لم يشب ذلك بمعصيته له ، وأنه مع ذلك كان رسولا لله تعالى إلى خلقه ، قد حمله رسالة يؤديها إليهم (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) وهو العلي برسالة الله إلى خلقه ، وبما نصب له من المعجزة الدالة على تعظيمه وتبجيله ، وعظم منزلته. وهو مأخوذ من النبأ ، وهو الخبر بالأمر العظيم.
ثم أخبر الله تعالى أنه ناداه (مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) فإنه قال له (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) والطور جبل بالشام ناداه من ناحيته اليمنى ، وهو يمين موسى عليهالسلام. وقوله (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) معناه قربناه من الموضع الذي شرفناه وعظمناه بالحصول فيه ليسمع كلامه تعالى. وقال ابن عباس ومجاهد قرب من أهل الحجب حتى سمع صريف القلم.
وقيل معناه إن محله منا محل من قربه مولاه من مجلس كرامته. وقيل