الدّنيا نباح الكلاب وصراخ الدّيوك ، ثمّ قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل» (١).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) (٧٧) [سورة الحجر : ٧٧ ـ ٧٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام لرجل من أهل هيت سأله عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(٢).
فقال : «نحن المتوسّمون ، والسبيل فينا مقيم».
قال عبد الله بن سليمان ، سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الإمام أفوّض الله إليه كما فوّض إلى سليمان؟ فقال : «نعم ، وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثم قال : «هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب» (٣) ، وهكذا هي في قراءة عليّ عليهالسلام».
قلت : أصلحك الله ، حين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ فقال : «سبحان الله ، أما تسمع الله يقول في كتابه : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) وهم الأئمّة (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) لا تخرج منهم أبدا ـ ثمّ قال لي ـ نعم ، إنّ الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف لونه ، وإن سمع
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ١٥٥ ، ح ٥٣. ومن أراد القصة فليراجع الآيات من سورة هود برقم (٦٩ ـ ٨٣).
(٢) الاختصاص : ص ٣٠٣.
(٣) سورة ص : ٣٩ وهي في المصحف الشريف : هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ.