إلى منزلتي منك.
فأقبلت أمه ، فلما رأته أم يحيى دنت منه ، فأخذت برأسه ، فوضعته بين يديها ، وهي تناشده بالله ينطلق معها إلى المنزل ، فانطلق معها حتى أتى المنزل ، فقالت له أمه : هل لك أن تخلع مدرعة الشعر ، وتلبس مدرعة الصوف ، فإنه ألين؟ ففعل ، وطبخ له عدس ، فأكل واستوفى ، فنام ، فذهب به النوم فلم يقم لصلاته ، فنودي في منامه : يا يحيى بن زكريا أردت دارا خيرا من داري ، وجوارا خيرا من جواري؟ فاستيقظ فقام ، فقال : يا ربّ ، أقلني عثرتي ، إلهي فو عزّتك لا أستظل [بظل] سوى بيت المقدس.
وقال لأمّه : ناوليني مدرعة الشعر ، فقد علمت أنكما ستورداني المهالك. فتقدّمت أمه فدفعت إليه المدرعة ، وتعلقت به ، فقال لها زكريا عليهالسلام : يا أمّ يحيى ، دعيه ، فإنّ ولدي قد كشف له عن قناع قلبه ، ولن ينتفع بالعيش. فقام يحيى عليهالسلام فلبس مدرعته ، ووضع البرنس على رأسه ، ثم أتى بيت المقدس ، فجعل يعبد الله عزوجل مع الأحبار حتى كان من أمره ما كان» (١).
* س ٣٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (٩١) إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) (٩٤) [سورة الأنبياء : ٩٤ ـ ٩١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
__________________
(١) الأمالي : ص ٣٣ ، ح ٢ ابن بابويه.