وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) قال : قربت القيامة والساعة والحساب ، ثم كنّى عن قريش ، فقال : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) قال : من التلهّي (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) (٦) [سورة الأنبياء : ٦ ـ ٣]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «ما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ، وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(٢).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : أي تأتون محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ساحر ، ثم قال : قل لهم ، يا محمّد (رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أي ما يقال في السماء والأرض ، ثمّ حكى الله قول قريش ، فقال (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ) أي هذا الذي يخبرنا به محمد يراه في النوم ، وقال بعضهم : بل افتراه. أي يكذب ، وقال بعضهم : (بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) ، فردّ الله عليهم ، فقال : (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) قال : كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتى هلكوا (٣)!
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٧.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٧٩ ، ح ٥٧٤.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٧.