وقال ابن شهر آشوب : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) : «فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي». وفي خبر : «أنا دعوة إبراهيم» وإنّما عنى بذلك الطاهرين ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات لم يمسّني سفاح الجاهلية» (١).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٣٧) [سورة إبراهيم : ٣٧]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ إبراهيم عليهالسلام كان نازلا في بادية الشام ، فلمّا ولد له من هاجر إسماعيل عليهالسلام اغتمّت سارة من ذلك غمّا شديدا لأنّه لم يكن له منها ولد ، فكانت تؤذي إبراهيم عليهالسلام في هاجر وتغمّه ، فشكا إبراهيم عليهالسلام ذلك إلى الله عزوجل فأوحى الله إليه : إنّما مثل المرأة مثل الضّلع العوجاء ، إن تركتها استمتعت بها ، وإن أقمتها كسرتها ، ثمّ أمره أن يخرج إسماعيل وأمّه. فقال إبراهيم : يا ربّ ، إلى أيّ مكان؟ قال : إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من الأرض ، وهي مكّة. فأنزل الله عليه جبرئيل بالبراق ، فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليهماالسلام ، وكان إبراهيم عليهالسلام لا يمرّ بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلّا قال : يا جبرئيل ، إلى ها هنا ، إلى ها هنا؟ فيقول جبرئيل : لا ، امض امض ، حتى وافى مكّة ، فوضعه في موضع البيت.
وقد كان إبراهيم (عليه الصلاة والسّلام) عاهد سارة أن لا ينزل حتى
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب : ج ٢ ، ص ١٧٦.