* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (٢١) [سورة الحجر : ٢١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم في قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) قال : الخزانة : الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكلّ ضرب من الحيوان ما قدّر الله له من الغذاء (١).
وروي عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام أنّه قال : «في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البرّ والبحر ـ قال ـ وهذا تأويل قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) وإنّ بين القائمة من قوائم العرش ، والقائمة الثانية خفقات الطير المسرع مسيرة ألف عام ، والعرش يكسى كلّ يوم سبعين لونا من النور ، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله ، والأشياء كلّها في العرش كحلقة في فلاة.
وإنّ لله ملكا يقال له : حزقائيل ، له ثمانية عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام ، فخطر له خاطر بأن قال : هل فوق العرش شيء؟ فزاده الله مثلها أجنحة أخرى ، فكان له ستّ وثلاثون ألف جناح ، ما بين الجناح ، إلى الجناح خمسمائة عام ، ثمّ أوحى الله إليه : أيّها الملك ، طر ، فطار مقدار عشرين ألف عام ولم ينل رأس قائمة من قوائم العرش ، ثمّ ضاعف الله له في الجناح والقوّة ، وأمره أن يطير ، فطار مقدار ثلاثين ألف عام ، ولم ينل أيضا ، فأوحى الله إليه : أيّها الملك ، لو طرت إلى نفخ الصّور مع أجنحتك وقوّتك ، لم تبلغ إلى ساق العرش. فقال الملك : سبحان ربّي الأعلى ، فأنزل الله عزوجل : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)(٢) فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧٥.
(٢) الأعلى : ١.