فِي مِلَّتِنا) وهم لم يكونوا على ملتهم قط ، إما لأنهم توهموا على غير حقيقة أنهم كانوا على ملتهم ، وإما لأنهم ظنوا بالنشوء أنهم كانوا عليها ... (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (١٥) [سورة إبراهيم : ١٥]؟!
الجواب / قال أبو بصير ، عنه عليهالسلام قال : «بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ، ولو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة».
قال : «فغضب الأعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلا عيسى بن مريم ، فأنزل الله على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ـ يعني من بني هاشم ـ (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (٢)».
قال : «فغضب الحارث بن عمرو الفهري ، فقال : «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ـ إنّ بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ـ فأمطر علينا حجارة : من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فأنزل الله عليه مقالة الحارث ، ونزلت هذه الآية : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٣).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٦٦.
(٢) الزخرف : ٥٧ ـ ٦٠.
(٣) الأنفال : ٣٣.