* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (٢٨) [سورة الكهف : ٢٨]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهماالسلام في قوله : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ) ، قال : «إنّما عنى بها الصلاة» (١).
وقال علي بن إبراهيم : فهذه الآية : نزلت في سلمان الفارسي ، كان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره ورداؤه ، وكان كساء من صوف ، فدخل عيينة بن حصن (٢) على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلمان عنده ، فتأذّى عيينة بريح كساء سلمان ، وقد كان عرق فيه وكان يومئذ شديد الحرّ ، فعرق في الكساء ، فقال : يا رسول الله ، إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحزبه من عندك ، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت ، فأنزل الله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري (٣).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٥.
(٢) عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، يكنى أبا مالك ، أسلم بعد الفتح ، وكان من المؤلفة قلوبهم ومن الأعراف الجفاة ، انظر أسد الغابة ج ٤ ، ص ١٦٦.
(٣) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ٣٤.