* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٧٧) [سورة النحل : ٧٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ومعناه أنه المختص بعلم الغيب ، وهو ما غاب عن جميع الخلائق ، مما يصح أن يكون معلوما. وقال الجبائي : ويمكن أن يكون المعنى : ولله ما غاب عنكم مما في السماوات والأرض. ثم قال : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ) في قدرته (إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) أي : كطرف العين. وقيل : كرد البصر. قال الزجاج : وما أمر إقامة الساعة في قدرته ، إلا كلمح البصر أي : لا يتعذر عليه شيء (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) من ذلك ، وهو مبالغة في ضرب المثل به في السرعة ، ودخول (أَوْ) هنا لأحد أمرين :
١ ـ إما للإبانة على أنه على إحدى هاتين المنزلتين.
٢ ـ وإما لشك المخاطب.
وقيل : معناه بل هو أقرب.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فهو قادر على إقامة الساعة ، وعلى كل شيء يريده ، لأن القدير مبالغة في صفة القادر (١).
* س ٢٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩) وَاللهُ جَعَلَ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ١٨٢.