ليس يهنئني مع ذكره شيء ، فبسط جناحه ، ثمّ قال : اركب ، فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا ، فقيل له : اصعد ، فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة ، فقال الملك : يا ملك الموت ، ما لي أراك قاطبا؟ قال : العجب أني تحت ظلّ العرش حيث أمرت أن أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة ، فسمع إدريس عليهالسلام فامتعض ، فخرّ من جناح الملك ، فقبض روحه مكانه ، وقال الله عزوجل (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(١).
* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) (٦٣) [سورة مريم : ٦٣ ـ ٥٨]؟!
الجواب / قال عيسى بن داود النجار : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عن قول الله عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) إلى قوله تعالى (خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا).
قال : «نحن ذريّة إبراهيم ، ونحن المحمولون مع نوح ، ونحن صفوة الله ، وأمّا قوله : (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) فهم ـ والله ـ شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا واجتباهم لديننا ، فحيوا عليه ، وماتوا عليه ، ووصفهم الله بالعبادة ،
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٦.