وقد كان هذا حكم داود عليهالسلام ، وإنّما أراد أن يعرّف بني إسرائيل أن سليمان عليهالسلام وصيّه بعده ، ولم يختلفا في الحكم ، ولو اختلف حكمهما لقال : كنّا لحكمهما شاهدين» (١).
وقال الطّبرسيّ : قيل : كان كرما وقد بدت عناقيده ، فحكم داود عليهالسلام بالغنم لصاحب الكرم ، فقال سليمان عليهالسلام : «غير هذا ، يا نبي الله» قال : «وما ذاك» ، قال : «يدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها ، حتى إذا عاد الكرم كما كان» ثم دفع كل واحد منهما إلى صاحبه ماله. قال : روي ذلك عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهماالسلام (٢).
* س ٣٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) (٨٠) [سورة الأنبياء : ٨٠]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أوحى الله عزوجل إلى داود عليهالسلام : إنك نعم العبد لو لا أنك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا ـ قال ـ فبكى داود عليهالسلام أربعين صباحا ، فأوحى الله عزوجل إلى الحديد أن : لن لعبدي داود. فألان الله تعالى له الحديد ، فكان يعمل كلّ يوم درعا ، فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمائة وستين درعا ، فباعها بثلاثمائة وستين ألفا ، واستغنى عن بيت المال» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٧٣.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٩١.
(٣) التهذيب : ج ٦ ، ص ٣٢٦ ، ح ٨٩٦.