* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤) قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣٦) [سورة طه : ٣٦ ـ ٢٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : وقوله (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) معناه قلب العصا حية لنريك من آياتنا وحججنا الكبرى منها ، ولو قال الكبر على الجمع كان وصفا لجميع الآيات. وكان جائزا.
ثم قال تعالى له (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ) أي امض إليه وادعه إلى الله ، وخوفه من عقابه ، فإنه طغى ، أي تجاوز قدره في عصيان الله ، وتجاوز به قدر معاصي الناس ، يقال : طغى يطغى طغيانا ، فهو طاغ ، ونظيره البغي على الناس ، وهم الطغاة والبغاة.
فقال عند ذلك موسى يا (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) أي وسع صدري ، ومنه شرح المعنى أي بسط القول فيه.
وقوله (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) قال : وهذا أيضا إخبار عما سأل الله تعالى موسى ، فإنه سأل أن ييسر له أمره ، أي يسهله عليه ويدفع المشقة عنه ويضع المحنة ، يقال : يسره تيسيرا ، فهو ميسر ونقيضه التعسير ، ومنه اليسر واليسير. والحل نفي العقد بالفرق ، حله يحله حلا ، فهو حال والشيء محلول. وضد الحل العقد ، ونظيره الفصل والقطع. والعقدة جملة مجتمعة يصعب حلها متفلكة ، عقد يعقد عقدا وعقدة ، فهو عاقد والشيء معقود.
ويقال : إنه كان في لسان موسى عليهالسلام رثة وهي التي لا يفصح معها