بالحروف شبه التمتمة وغيرها. وقيل : إن لسبب العقدة في لسانه أنه طرح جمرة في فيه لما أراد فرعون قتله ، لأنه أخذ لحيته وهو طفل فنتفها ، فقالت له آسية : لا تفعل ، فإنه صبي لا يعقل ، وعلامته أنه أخذ جمرة من طست فجعلها في فيه ...
وقوله (يَفْقَهُوا قَوْلِي) أي يفقهوه إذا حللت العقدة من لساني أفصحت بما أريد.
وسأله أيضا أن يجعل له وزيرا يؤازره على المضي إلى فرعون ويعاضده عليه. والوزير حامل الثقل عن الرئيس ، مشتق من الوزير الذي هو الثقل ، واشتقاقه أيضا من الوزر ، وهو الذي يلجأ إليه من الجبال والمواضع المنيعة. وقوله (هارُونَ أَخِي) ...
فقيل : إن الله جل أكثر ما كان بلسانه إلا بقية منه بدلالة قوله (وَلا يَكادُ يُبِينُ)(١) ...
وقيل : إن الله استجاب دعاءه ، فحل العقدة من لسانه. وهو الصحيح ، لقوله تعالى : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) ويكون قول فرعون (وَلا يَكادُ يُبِينُ) أنه لا يأتي ببيان يفهم كذبا عليه ليغوي بذلك الناس ويصرف به وجوههم عنه.
وقوله : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، قال : قرأ ابن عامر وحده (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) بقطع الهمزة (وَأَشْرِكْهُ) بضم الألف. الباقون بوصل الهمزة الأولى ، وفتح الثانية. فوجه قراءة ابن عامر : أنه جعله جزاء الباقون جعلوه : دعاء. وضم ألف (أَشْرِكْهُ) في قراءة ابن عامر ضعيف ، لأنه ليس إليه إشراكه في النبوة بل ذلك إلى الله تعالى.
والوجه فتح الهمزة على الدعاء إلا أن يحمل على أنه أراد إشراكه في
__________________
(١) الزخرف : ٥٢.