قال : «بذل الرجل ماله ، ويقعد ليس له مال».
قال : فيكون تبذير في حلال؟ قال : «نعم» (١).
وقال عامر بن جذاعة : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «اتّق الله ولا تسرف ولا تقتّر ، وكن بين ذلك قواما ، إنّ التبذير من الإسراف ، وقال الله : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) إنّ الله لا يعذب على القصد» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لا تبذّروا ولاية عليّ عليهالسلام» (٣).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) يعني قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنزلت في فاطمة عليهاالسلام فجعل لها فدك ، والمسكين من ولد فاطمة عليهاالسلام ، وابن السبيل من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وولد فاطمة عليهاالسلام.
قال : وقوله : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) أي لا تنفق المال في غير طاعة الله (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) والمخاطبة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والمعنيّ الناس ، ثم عطف بالمخاطبة على الوالدين ، فقال : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ) يعني : عن الوالدين إذا كان لك عيال ، أو كنت عليلا أو فقيرا ، فقل لهما قولا ميسورا : أي حسنا ، إذا لم تقدر على برّهم وخدمتهم ، فارج لهم من الله الرّحمة (٤).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (٢٩) [سورة الإسراء : ٢٩]؟!
الجواب / قال عجلان : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاء سائل فقام إلى
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ٢٨٨ ، ح ٥٤.
(٢) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ٢٨٨ ، ح ٥٥.
(٣) المحاسن : ص ٢٥٧ ، ح ٢٩٨.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٨.