يستحق العبادة. والمراد بالذين من دونه هم الملائكة ، والمسيح ، وعزير ....
وقيل : هم الجن ، لأن قوما من العرب كانوا يعبدون الجن .... وقال : وأسلم أولئك النفر من الجن ، وبقي الكفار على عبادتهم. قال الجبائي : ثم رجع سبحانه إلى ذكر الأنبياء في الآية الأولى ، فقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) ومعناه : أولئك الذين يدعون إلى الله تعالى ، ويطلبون القربة إليه بفعل الطاعات (أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) أي : ليظهر أيهم الأفضل والأقرب منزلة منه ، وتأويله : إن الأنبياء مع علو رتبهم ، وشرف منزلتهم إذا لم يعبدوا غير الله ، فأنتم أولى أن لا تعبدوا غير الله ، وإنما ذكر ذلك حثا على الاقتداء بهم. وقيل : إن معناه أولئك الذين يدعونهم ويعبدونهم ، ويعتقدون أنهم آلهة من المسيح والملائكة ، يبتغون الوسيلة والقربة إلى الله تعالى ، بعبادتهم ، ويجتهد كل منهم ليكون أقرب من رحمته ، أو يطلب كل منهم أن يعلم أيهم أقرب إلى رحمته ، أو إلى الإجابة.
(وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ) أي : وهم مع ذلك يستغفرون لأنفسهم فيرجون رحمته ، إن أطاعوا ، ويخافون عذابه إن عصوا ، ويعملون عمل العبيد ، (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) ، أي : متقى يجب أن يحذر منه لصعوبته ... (١).
* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٥٨) [سورة الإسراء : ٥٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، قال : قوله : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٢٦١ ـ ٢٦٣.