ابنه إلى السعادة ، ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافّتكم ، فانظر نحو السّماء ، فنظر فإذا أبوابها مفتّحة ، وإذا النيران نازلة منها مسامتة (١) لرءوس القوم تدنو منهم ، حتى وجدوا حرّها بين أكتافهم ، فارتعدت فرائص أبي جهل والجماعة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تروّعنّكم ، فإنّ الله لا يهلككم بها ، وإنما أظهرها عبرة ، ثم نظروا فإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاءت منها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنّه سيسعده بالإيمان بي منكم من بعد ، بعضها أنوار ذريّة طيبة ستخرج من بعضكم ممّن لا يؤمن وهم يؤمنون» (٢).
* س ٥٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (٩٦) [سورة الإسراء : ٩٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم قال له (قُلْ) لهم كفى بالله ، أي حسبي الله شهيدا وعالما بيني وبينكم (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) أي عالما بكم وبي ، مدرك لنا ، ونصب «شهيدا» على التمييز ، وتقديره حسبي الله من الشهداء ، ويجوز أن يكون نصبا على الحال ، وتقديره كفى الله في حال شهادته. وإنما قال هذا جوابا لهم حين قالوا : من يشهد لك بأنك رسول الله؟ فقال الله له (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً)(٣).
__________________
(١) سامته مسامتة : قابله ووازاه. «تاج العروس ـ سمت ـ ج ١ ، ص ٥٥٥».
(٢) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٥٠٠ ، ح ٣١٤.
(٣) التبيان : ج ٦ ، ص ٥٢٢.