مكتل (١) فيه تمر ، فملأ يده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر [فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء آخر] فقال : «الله رازقنا وإيّاك». ثمّ قال : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلّا أعطاه ، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها ، فقالت : انطلق إليه فاسأله ، فإن قال لك : ليس عندنا شيء ، فقل : أعطني قميصك ـ قال ـ فأخذ قميصه فرمى به إليه ، فأدّبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)(٢).
وقال عليهالسلام : «المحسور : العريان» (٣) وقال عليهالسلام : «الإحسار : الفاقة» (٤) وروي أنه عليهالسلام قال : «الإحسار : الإقتار» (٥).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (٣٠) [سورة الإسراء : ٣٠]؟!
الجواب / قال السيد الطباطبائي : ظاهر السياق أن الآية في مقام التعليل لما تقدم في الآية السابقة من النهي عن الإفراط والتفريط في إنفاق المال وبذله.
والمعنى : أن هذا دأب ربك وسنته الجارية يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر
__________________
(١) المكتل : شبه الزنبيل ، يسع خمسة عشر صاعا. «الصحاح ـ كتل ـ ج ٥ ، ص ١٨٠٩».
(٢) الكافي : ج ٤ ، ص ٥٥ ، ح ٧.
(٣) الكافي : ج ٤ ، ص ٥٥ ، ح ٦.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٨.
(٥) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٦١.