أتفجع خير خلقك بولده ، إلهي أتنزل بلوى هذه الرّزية بفنائه ، إلهي ، أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة ، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما.
ثم كان يقول : إلهي ، ارزقني ولدا تقرّ به عيني على الكبر ، واجعله وارثا وصيّا ، واجعل محله مني محل الحسين ، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه ، ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده ، فرزقه الله يحيى عليهالسلام وفجعه به ، وكان حمل يحيى عليهالسلام ستة أشهر ، وحمل الحسين عليهالسلام كذلك» (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣) قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦) يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠) [سورة مريم : ١٠ ـ ٢]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ـ في رواية أبي الجارود ـ قوله تعالى : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) يقول : «ذكر ربك عبده فرحمه» ، (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) يقول : «ضعف» (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) يقول : «لم يكن دعائي خائبا عندك». (وَإِنِّي خِفْتُ
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ص ٤٥٤ ، ح ٢١.