فقال عليهالسلام : «كاف : كاف لشيعتنا ، هاء : هاد لهم ، ياء : وليّ لهم ، عين : عالم بأهل طاعتنا ، صاد : صادق لهم وعده ، حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إيّاهم في بطن القرآن» (١).
٢ ـ قال سعد بن عبد الله القميّ ، في حديث له مع أبي محمد الحسن بن عليّ العسكري عليهالسلام : قال له : «ما جاء بك ، يا سعد؟» فقلت : شوّقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا.
قال : «والمسائل التي أردت أن تسأل عنها؟». قلت : على حالها ، يا مولاي ، قال : «فسل قرّة عيني عنها». وأومأ بيده إلى الغلام ـ يعني ابنه القائم عليهالسلام ـ فقال لي الغلام : «سل عمّا بدا لك». وذكر المسائل إلى أن قال : قلت : فأخبرني ـ يا بن رسول الله ـ عن تأويل (كهيعص)؟
قال : «هذه الحروف من أنباء الغيب ، أطلع الله عليها عبده زكريا ، ثمّ قصها على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أنّ زكريا عليهالسلام سأل ربه أن يعلّمه أسماء الخمسة ، فأهبط الله عليه جبرائيل عليهالسلام فعلّمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن عليهمالسلام ، سرى عنه همّه وانجلى كربه ، وإذا ذكر الحسين عليهالسلام خنقته العبرة ، ووقعت عليه البهرة.
فقال ذات يوم : إلهي ، ما لي إذا ذكرت أربعا منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته ، فقال : (كهيعص) فالكاف : اسم كربلاء ، والهاء : هلاك العترة ، والياء : يزيد (لعنه الله) ، وهو ظالم الحسين عليهالسلام ، والعين : عطشه ، والصاد : صبره. فلمّا سمع بذلك زكريا عليهالسلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته : إلهي ،
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٨ ، ح ٦.