الله تعالى ، وعبدنا غيره (١).
* س ٤٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (١٠٣) [سورة الأنبياء : ١٠٣ ـ ٩٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) إلى قوله تعالى : (وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ).
في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «لمّا نزلت هذه الآية وجد (٢) منها أهل مكّة وجدا شديدا ، فدخل عليهم عبد الله بن الزّبعري (٣) ، وكفّار قريش يخوضون في هذه الآية ، فقال ابن الزّبعري : أمحمّد تكلّم بهذه الآية؟ قالوا : «نعم». قال : لئن اعترف بهذه لأخصمنّه. فجمع بينهما فقال : يا محمد ، أرأيت الآية التي قرأت آنفا ، أفينا وفي آلهتنا خاصّة ، أم في أمم من الأمم الماضية وآلهتهم؟
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ١١٥.
(٢) وجد : حزن. «الصحاح ـ وجد ـ ج ٢ ، ص ٥٤٧».
(٣) عبد الله بن الزّبعري بن قيس السّهمي القرشي ، أبو سعد : شاعر قريش في الجاهلية ، كان شديدا على المسلمين إلى أن فتحت مكة ، فهرب إلى نجران ، فقال فيه حسان أبياتا ، فلمّا بلغته عاد إلى مكة ، فأسلم واعتذر ، ومدح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأمر له بحلّة. الأغاني : ص ١٤ ، ح ١١ ، شرح شواهد المغني : ج ٢ ، ص ٥٥١ ، أعلام الزركلي : ج ٤ ، ص ٨٧.