* س ٣٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (١٠٣) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (١٠٤) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً) (١٠٨) [سورة طه : ١٠٨ ـ ١٠٢]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) فقال : تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها ، وقوله تعالى : (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) قال : يوم القيامة يسرّ بعضهم إلى بعض أنهم لم يلبثوا إلا عشرا ، قال الله : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) قال : أعلمهم وأصلحهم ، يقولون : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً).
ثم خاطب الله نبيّه (عليه وآله السّلام) ، فقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً).
قال أبو جعفر عليهالسلام : «والقاع : الذي لا تراب فيه ، والصفصف : الذي لا نبات له» (١).
(لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) قال : الأمت : الارتفاع ، والعوج : الحزون (٢) والذكوات (٣).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «مناديا من عند الله» (٤). وقال أبو عبد
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٧.
(٢) الحزن من الأرض : ما غلظ. «الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٩٨».
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٤.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٤.