الله عليهالسلام : الداعي أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد وهم حفاة عراة ، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم ، فيمكثون في ذلك خمسين عاما ، وهو قول الله (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً).
قال : ثمّ ينادي مناد من تلقاء العرش : أين النبيّ الأميّ؟ فيقول الناس : قد أسمعت ، فسمّ باسمه : فينادي أين نبيّ الرّحمة ، أين محمد بن عبد الله الأمّي؟ فيتقدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمام الناس كلّهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة إلى صنعاء ، فيقف عليه فينادي بصاحبكم فيتقدّم أمام الناس فيقف معه ، ثم يؤذن للناس فيمرّون ، فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه ، فإذا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من يصرف عنه من محبينا يبكي ، ويقول : يا ربّ ، شيعة عليّ ، قال : فيبعث الله إليه ملكا فيقول له : ما يبكيك يا محمد؟ فيقول : أبكي لأناس من شيعة علي ، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا ورود حوضي.
فيقول الملك : إن الله يقول قد وهبتهم لك ـ يا محمد ـ وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك ، وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون به ، وجعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك».
قال : أبو جعفر عليهالسلام : «فكم باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمد ، إذا رأوا ذلك ، ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرّأ من عدونا ويبغضهم إلا كانوا في حزبنا ومعنا ويردون حوضنا» (٢).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣١٦ ، ح ١٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٤ وأمالي الطوسي : ج ١ ، ص ٦٤ ، وأمالي المفيد : ص ٢٩٠ ، ح ٨.