قوله (رَبِّي وَلا يَنْسى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) أي جعله لكم مستقرا تستقرون عليه (وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً) معناه أنه جعل لكم في الأرض سبلا تسلكوا فيها في حوائجكم من موضع إلى موضع ، وانهج لكم الطرق (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) كل ذلك من صفات قوله (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الَّذِي جَعَلَ) جميع ما ذكر صفاته ... (١).
* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (٥٤) [سورة طه : ٥٤]؟!
الجواب / قال عمار بن مروان : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) قال : «نحن ـ والله ـ أولوا النهي».
فقلت : جعلت فداك ، وما معنى أولي النهى؟ قال : «ما أخبر الله به رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا يكون من بعده ، من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني أميّة ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان ذلك كما أخبر الله به نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكم أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام ، وكما انتهى إلينا من عليّ عليهالسلام ، فيما يكون من بعده من الملك ، في بني أميّة وغيرهم ، فهذه الآية التي ذكرها الله تعالى في الكتاب (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) الذي انتهى إلينا علم ذلك كله ، فصبرنا لأمر الله ، فنحن قوّام الله على خلقه ، وخزّانه على دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّنا ، كما كتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أذن الله له في الهجرة ، وجاهد المشركين ، فنحن على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف ، وندعو الناس إليه ، فنضربهم عليه عودا ، كما ضربهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بدءا» (٢).
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ١٧٩.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦١ ، وتأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣١٤ ، ح ٧ ، ومختصر بصائر الدرجات : ص ٦٦.