بنفسي. فجال ما بين المشرق والمغرب ، حتى انتهى إلى الحرم فرآه محفوفا بالملائكة ، وجبرئيل على باب الحرم بيده حربة ، فأراد إبليس أن يدخل ، فصاح به جبرئيل ، فقال : اخسأ يا ملعون. فجاء من قبل حراء ، فصار مثل الصّرّ (١) ، ثمّ قال : يا جبرئيل حرف أسألك عنه. قال : وما هو؟ قال : ما هذا ، وما اجتماعكم في الدنيا؟ فقال : نبيّ هذه الأمّة قد ولد ، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم. قال : هل لي فيه نصيب؟ قال : لا. قال : ففي أمّته؟ قال : بلى. قال : قد رضيت (٢).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) (٢٠) [سورة الحجر : ٢٠ ـ ١٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم قوله : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) أي الجبال : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) قال : لكلّ ضرب من الحيوان قدّرنا شيئا مقدّرا (٣).
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) : «فإن الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضّة والجوهر والصّفر والنّحاس والحديد والرّصاص والكحل والزرنيخ ، وأشباه ذلك لا يباع إلّا وزنا» (٤).
__________________
(١) الصّرّ : طائر كالعصفور أصفر. «أقرب الموارد ـ صرر ـ ج ١ ، ص ٦٤٣».
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧٣.
(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧٤.
(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧٤.