يرجع إليها ، فلمّا نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها ، فاستظلّوا تحته ، فلمّا سرّحهم إبراهيم صلىاللهعليهوآلهوسلم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة ، قالت له هاجر : يا إبراهيم ، لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟ فقال إبراهيم عليهالسلام : الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان وهو يكفيكم ، ثمّ انصرف عنهم. فلمّا بلغ كدى ـ وهو جبل بذي طوى ـ التفت إليهم إبراهيم عليهالسلام ، فقال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ثمّ مضى ، وبقيت هاجر» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي) الآية ، قال : «نحن والله بقية تلك العترة» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «ـ عندما نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة ـ فقال : «هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، إنّما أمروا أن يطوفوا بها ثمّ ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضوا علينا نصرتهم» ثم قرأ هذه الآية : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (٣).
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : «إنّ إبراهيم خليل الرحمن (صلوات الله عليه) ، سأل ربّه حين أسكن ذرّيّته الحرم ، فقال : ربّ ارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون ، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الأردنّ حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا ، ثمّ أمر الله أن تقول : الطائف ، فسمّيت الطائف لطوافها بالبيت» (٤).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٦٠.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧١.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٣٢٢ ، ح ١.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٣٣ ، ح ٤٠.