الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) قوله : (طَيِّبِينَ) قال : هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا. ثمّ قال : قوله ؛ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) [من العذاب والموت ، وخروج القائم عليهالسلام (كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ، وقوله : (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من العذاب في الرجعة.
ثم قال : قوله : (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [فإنه محكم] ثمّ قال : قوله : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) يعني الأصنام (فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) أي انظروا في أخبار من هلك من قبل (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كلّ راية ترفع قبل قيام القائم ، فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عزوجل» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «ما بعث الله نبيّا قطّ إلّا بولايتنا والبراءة من أعدائنا ، وذلك قول الله عزوجل في كتابه : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ) بتكذيبهم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ثمّ قال ؛ (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)(٣).
وقال عليّ بن إبراهيم : وقوله : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ) مخاطبة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) أي لا يثيب ، (مَنْ يُضِلُ) أي من يعذّب (٤).
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٨٥.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٩٥ ، ح ٤٥٢.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢٥.
(٤) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٨٥.