وأمّا يعوق فكان لكهلان (اليمن) ثمّ توارثوه حتّى صار إلى همدان (اليمن) فجاء الإسلام وهو فيهم.
وأمّا نسر فكان لخثعم (اليمن) يعبدونه.
وسواع كان لآل ذي الكلاع (الحميري اليمني) يعبدونه (١).
وفي كيفيّة حمل إبليس لأولئك الأوائل على عبادتها روى الصدوق في علل الشرائع بسنده عن الصادق عليه السلام قال : كانوا يعبدون الله فماتوا ، فضجّ قومهم وشقّ ذلك عليهم فجاءهم ابليس فقال لهم : اتخذ لكم أصناماً على صورهم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم. فأعدّ لهم أصناماً على مثالهم. فكانوا يعبدون الله وينظرون إلى تلك الاصنام ، فلما جاء الشتاء والامطار أدخلوا الاصنام البيوت ، فلم يزالوا يعبدون الله ، حتّى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم فقالوا : إنّ آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء فعبدوهم من دون الله عزّ وجلّ ، فذلك قوله تبارك وتعالى : (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سواعاً) (٢).
أمّا الآيات فقد أشارت إلى أنّ عبادتها كانت مكرا مكره أصحاب الأموال والأولاد ، ولعلّه لاستثمار الضعفاء منهم. ولعلّ في الفصل بين الآلهة وهذه الأصنام في قوله : (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا ...) إشارة إلى أنّهم جعلوا هذه الأصنام رموزا للآلهة لا نفسها.
ثمّ نقل الطبرسي عن قتادة قائمة بنسبة أكثر من هذه الأصنام الخمسة إلى قبائل العرب قال :
إنّ أوثان قوم نوح صارت إلى العرب ، فكان ودّ بدومة الجندل. وسواع برهاط لهذيل. وكان يغوث لمراد (اليمن) وكان يعوق لهمدان (اليمن) وكان نسر
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٥٤٧. ونقله السيوطي عن ابن عبّاس أيضا في الدر المنثور.
(٢) علل الشرائع ١ : ١٣ ، ١٤.