جبل» الى اليمن أمرة قائلا : «وأمت الجاهلية الّا ما سنّه الإسلام ، وأظهر أمر الإسلام كلّه صغيره وكبيره» (١).
وهنا نأتي نحن بنماذج من خرافاتهم :
أ ـ إشعال النار للاستسقاء :
كانت الجزيرة العربية تواجه الجفاف في أكثر فصول السنة ، فكان الناس يجمعون حطبا من شجر القشر والسّلع فيربطونها بذيل الثور ثمّ يسوقونه الى سفح الجبل فيضرمون النار في حزمة الحطب فتشتعل ، ويبدأ الثور يركض ويخور وهم يرون ذلك تقليدا للبرق والرعد ؛ فالبرق النار في الحطب والرعد خوار الثور والبقر ، ويرون ذلك مفيدا لهطول الأمطار!
ب ـ يضربون الثور لتشرب البقرة :
كانوا يردون بقطيع البقر الماء وقد يشرب الثور ولا تشرب الأبقار ، فيرون ذلك من وجود الجن في قرون الثور فيضربون الثور لتشرب البقر! ويقول شاعرهم في ذلك :
فإنّي اذا كالثور يضرب جنبه |
|
اذا لم يعف شربا وعافت صواحبه! |
ج ـ يكوون الجمل السالم لتصحّ الإبل :
كانوا اذا مرضت الإبل وظهر في فمها أو على أطرافها قروح أو بثور ، يأتون ببعير سالم فيكوون شفاهه وساعديه وذراعيه ، لتصحّ سائر الإبل كما يتوهّمون حسب خرافاتهم. وقد يحتمل بعض المتأخرين من المؤرخين أنّ ذلك كان عملا وقائيا بل علاجا علميا! لكننا حينما نرى أنّهم يفعلون ذلك بواحد من الإبل بدلا من الكلّ ، نعلم أنّ ذلك لم يكن الّا خرافة ووهما.
__________________
(١) تحف العقول : ٢٥.