ووجّه كسرى الى هانئ بن مسعود : أن ابعث إليّ مال عبدي الذي عندك وسلاحه وبناته! (١)
قال : وكان النعمان أودعه ابنته وأربعة آلاف درع. فأبى هانئ وقومه أن يفعلوا ، فوجّه كسرى بالجيوش من العرب والعجم ، فالتقوا بذي قار ، فأتاهم حنظلة بن ثعلبة العجلي فقلّدوه أمرهم قالوا لهانئ : ذمّتك ذمّتنا ولا نخفر ذمّتنا! فحاربوا الفرس ، فهزموهم ومن معهم من العرب ، فكان أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم (٢).
فيروى عن رسول الله أنه قال : هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، وبي نصروا (٣).
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢١٢ ـ ٢١٥. ونقل الطبري ٢ : ٢٠٦ عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى عن بعضهم : أن هانئ بن مسعود لم يدرك هذا الأمر ، وانما هو هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود. وهو الثبت عندي. وكذلك ذكره المسعودي في التنبيه والإشراف : ٢٠٧.
(٢) اليعقوبي ١ : ٢١٥.
(٣) اليعقوبي ١ : ٢١٢ والمسعودي في التنبيه والاشراف : ٢٠٨ قال : قيل : إن ذلك كان قبل الهجرة ، وان اناسا من بكر بن وائل من البحرين واليمامة جاءوا الموسم ، كانوا يريدون المضيّ الى بكر بن وائل مع بني شيبان بالعراق لنجدتهم ، فوقف عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله يعرض نفسه عليهم ، ودعاهم الى الايمان بالله .. فوعدوا النبيّ صلىاللهعليهوآله ان نصرهم الله على الأعاجم آمنوا به وصدّقوا بنبوّته! فدعا لهم النبيّ بالنصر. فلما بلغه ظهورهم على الأعاجم قال : هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، وبي نصروا.
وقال في مروج الذهب ١ : ٣٠٧ : وكان حرب ذي قار في ملك خسرو پرويز ، وهو اليوم الذي قال فيه النبيّ صلىاللهعليهوآله : هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، ونصرت عليهم بي. وكانت بعد بعثته لتمام أربعين سنة من مولده ، وفي رواية اخرى : بعد وقعة بدر بأربعة أشهر.