__________________
وروى القصة بالتفصيل الطبري ٢ : ١٩٣ ـ ٢١٢ عن محمد بن هشام الكلبي عن كتاب حمّاد الراوية الكوفي ، ولكنه روى عن الكلبي قال : اني كنت استخرج أخبار العرب وأنساب آل نصر بين ربيعة ومبالغ أعمار من عمل منهم لآل كسرى وتاريخ سنيّهم ، من بيع الحيرة.
وعزّز ذلك الطبري فقال : وكان أمر آل نصر بن ربيعة ومن كان من ولاة ملوك الفرس وعمالهم على ثغر العرب الذين هم ببادية العراق ، متعالما (معلوما) عند أهل الحيرة مثبتا عندهم في أسفارهم وكنائسهم ـ الطبري ١ : ٦٢٨.
وعلى صحة الحديث النبويّ لعلّ العلّة فيه هو أن بنات النعمان كنّ نصارى مترهّبات ، وكان خسرو پرويز كافرا مجوسيا زرادشتيا لا تحل له النصرانية. ويدل على ذلك خبران رواهما المسعودي في مروج الذهب قال :
كانت حرقة بنت النعمان بن المنذر اذا خرجت الى بيعتها يفرش لها طريقها بالحرير والديباج ، مغشى بالخزّ والوشي ، فتقبل في جواريها حتى تصل الى بيعتها وترجع الى منزلها.
ولما وفد سعد بن أبي وقاص القادسية أميرا عليها قتل رستم وهزم الله الفرس ، أتت حرقة بنت النعمان في حفدة من قومها وجواريها وهنّ في زيّها عليهنّ المسوح والمقطعات السود ، مترهّبات ، يطلبن صلته ـ ٢ : ٧٩.
وقال : وكانت هند بنت النعمان بن المنذر مترهبة في دير لها بالحيرة ، فركب المغيرة بن شعبة إليها وهو أمير الكوفة يومئذ. وهند قد عميت ، فلما جاء المغيرة الى الدير استأذن عليها ، فاتتها جاريتها فقالت لها : هذا المغيرة بن شعبة يستأذن عليك؟ فقالت هند لجاريتها : القي إليه أثاثا ، فألقت له وسادة من شعر ، ودخل المغيرة فقعد عليها وقال : أنا المغيرة : فقالت له : قد عرفتك عامل المدرة (الكوفة) فما جاء بك؟ قال : أتيتك خاطبا إليك نفسك! فقالت : أما والصليب لو أردتني لدين أو جمال ما رجعت الا بحاجتك ، ولكنّي اخبرك الذي أردت له! قال : وما هو؟ قالت : أردت أن تتزوّجني حتى تقوم في الموسم في العرب فتقول : تزوجت ابنة النعمان! قال : ذلك أردت! ـ مروج الذهب ٣ : ٢٥.