وروى الصدوق في (الخصال) بسنده عن الصادق عليهالسلام : انّ النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ قال لعلي عليهالسلام : انّ عبد المطلب سنّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام : حرّم نساء الآباء على الأبناء وأنزل الله عزوجل (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ)(١) ووجد كنزا (٢) فأخرج منه الخمس وتصدّق به ، وأنزل الله عزوجل (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)(٣). ولمّا حفر بئر زمزم سمّاها : سقاية الحاج ، وأنزل الله عزوجل (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(٤). وسنّ عبد المطلب في القتل مائة من الإبل فأجرى الله ذلك في الإسلام. ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسنّ فيهم عبد المطلّب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الإسلام. يا علي! انّ عبد المطّلب كان لا يستقسم بالأزلام ، ولا يعبد الأصنام ، ولا يأكل ما ذبح على النصب ، ويقول : أنا على دين أبي ابراهيم عليهالسلام (٥).
وروى الكليني في (الكافي) رواية عن الصادق عليهالسلام بثلاث طرق : عن مقرن وزرارة ومفضّل بن عمر عنه عليهالسلام قال : يحشر عبد المطلب يوم القيامة أمّة وحده ، عليه سيماء الأنبياء وهيبة الملوك (٦).
وروى الشيخ المفيد في (الاختصاص) بسنده عن عبد الرحمن بن خالد مولى
__________________
(١) النساء : ٢٢.
(٢) يمكن أن يكون المقصود منه ما وجده ممّا كانت جرهم قد دفنته في بئر زمزم من هدايا الكعبة ، كما مرّ.
(٣) الأنفال : ٤١.
(٤) التوبة : ١٩.
(٥) الخصال : ٣١٢ ، وعيون أخبار الرضا وكتاب من لا يحضره الفقيه كما في جامع أحاديث الشيعة ٨ : ٥٣٨.
(٦) اصول الكافي ١ : ٤٤٦ و ٤٤٧ ، اي وحده في الايمان دون معاصريه.