سقاية الحاج. ولو لا ان عبد المطلب كان حجة وانّ عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيها بعزم ابراهيم على ذبح ابنه اسماعيل لما افتخر النبي صلىاللهعليهوآله بالانتساب إليهما لأجل انهما الذبيحان ، في قوله : أنا ابن الذبيحين. والعلّة الّتي من اجلها دفع الله عزوجل الذبح عن اسماعيل هي العلّة الّتي من اجلها دفع القبح عن عبد الله ، وهي كون النبي والأئمة المعصومين ـ صلوات الله عليهم ـ في صلبيهما ، فببركة النبي والأئمة عليهمالسلام دفع الله الذبح عنهما (١).
قال اليعقوبي : وكان اسم عبد الله (عبد الدار) و (عبد قصي) فلمّا كان الفداء قال عبد المطلب : هذا عبد الله فسمّاه به (٢) وكان ذلك بعد حفر زمزم بعشر سنين (٣) ، ولعبد الله ٢٠ سنة.
فربّما يقال هنا : ان عبد المطلب الّذي قال عنه المؤرخون : انّه كان يقطع يد السارق ، ويمنع من طواف العراة ، وينهى عن دنيّات الامور ، تاركا للأصنام مجاب الدعوة ... كيف يسمّي أبناءه عبد مناف ، ومناف اسم صنم ، وعبد العزّى ، والعزى كذلك وثن من الأوثان ، ثمّ كيف جاز له التصرّف في شخص غيره ـ ولو ابنه ـ هذا التصرّف؟ وهل لأحد أن يرى صحة نذر كهذا تكون الضحية فيه نفسا محترمة مثل عبد الله؟!
طرح هذا السؤال السيد المرتضى في (الصحيح من السيرة) (٤) ثمّ نقل عن
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٢ ط لاجوردي.
(٢) اليعقوبي ٢ : ٩.
(٣) اليعقوبي ٢ : ٩ يعلم ذلك ممّا ذكره في سنّ زواج عبد الله.
(٤) الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) السيرة ١ : ٦٥ ـ ٧٠. ولا یخفى أن عبد العزّى لم يكن اسمه وإنّما هو لقب غلب عليه واسمه المغيرة ، ومناف ليس اسم صنم بل الصنم منات ، ومناف يعني الطويل.