وقال السيد ابن طاوس في (الإقبال) : إنّ الّذين أدركناهم من العلماء كان علمهم على أنّ ولادته المقدسة صلىاللهعليهوآله كانت يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره (١).
ولذلك قال الشيخ المجلسي قدس سرّه : اعلم انّه اتفقت الإمامية ـ الّا من شذّ منهم ـ على أنّ ولادته صلىاللهعليهوآله كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ، وذهب أكثر المخالفين إلى أنّها كانت في الثاني عشر منه ، واختاره الكليني رحمهالله (٢).
__________________
وقال ابن شهرآشوب : ولد بمكّة عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأوّل بعد خمسة وخمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل. وقالت العامة : يوم الاثنين الثامن أو العاشر منه. وروى رواية الطبرسي في انوشيروان ١ : ١٧٢.
(١) بحار الانوار ١٥ : ٢٥١.
(٢) بحار الأنوار ١٥ : ٢٤٨.
وأشار الشيخ الإربلي الى الاختلاف في تأريخ ولادته صلىاللهعليهوآله ثم قال : أقول : انّ اختلافهم في يوم ولادته سهل ، اذ لم يكونوا عارفين به وبما يكون منه ، وكانوا أميّين لا يعرفون ضبط مواليد أبنائهم ، فأمّا اختلافهم في موته فعجيب! ولا عجب من هذا أيضا مع اختلافهم في الأذان والإقامة ، بل اختلافهم في موته أعجب ، فانّ الاذان ربما ادّعى كلّ قوم أنّهم رووا فيه رواية ، فأمّا يوم موته فيجب أن يكون معيّنا معلوما (كشف الغمة ١ : ١٥).
ونقل السيد المرتضى في (الصحيح) هذا الكلام للاربلي ثمّ علق عليه يقول : وأعجب من ذلك اختلافهم في الكثير الكثير من الامور الّتي كانوا يمارسونها مع النبي صلىاللهعليهوآله عدة مرات يوميا طيلة أعوام عديدة ، حتّى انّك لتجدهم يروون التناقضات عنه صلىاللهعليهوآله في أفعال الوضوء والصلاة ، وهم كانوا يؤدونها معه خمس مرات يوميا ، بل قد تجد بعضهم يقول : إنّهم كانوا يعرفون أنّه يقرأ في صلاة الظهر والعصر من اضطراب لحيته (الصحيح ١ : ٨٠ نقلا عن الصحيح للبخاري ٦ : ٩٠ و ٩٣ ط ١٣٠٩ ومسند أحمد ٥ : ١٠ و ١٢ والسنن الكبرى للبيهقي ٢ : ٣٧ و ٥٤ عن الصحيحين).