وولدته في شعب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف (١) في الزاوية القصوى عن يسار الداخل للدار ، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيّرته مسجدا يصلي فيه الناس (٢).
ونقل المجلسي عن كتاب (حدائق الرياض) و (التواريخ الشرعية) للشيخ المفيد انّه قال : السابع عشر من ربيع الأوّل مولد سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل (٣).
وقال الطبرسي : ولد يوم الجمعة عند طلوع الشمس ، السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام الفيل ، وذلك لأربع وثلاثين سنة مضت من ملك كسرى أنوشيروان (٤).
__________________
(١) قال المجلسي في هامش البحار : قال المؤرخون : كانت هذه الدار للنبي صلىاللهعليهوآله فوهبها لعقيل بن أبي طالب ، فباعها أولاده لمحمد بن يوسف أخ الحجاج الثقفي فاشتهرت بدار محمد بن يوسف فأدخلها في قصره الّذي كانوا يسمونه البيضاء وبعد انقضاء دولة بني أميّة حجت خيزران أم الهادي والرشيد فأفرزتها من القصر وجعلتها مسجدا ، وهو الآن يصلى ويزار فيه (البحار ١٥ : ٢٥٠ ، ٢٥٢) وقال السيد الأمين في (أعيان الشيعة) : وبقي المسجد في حالته تلك حتّى استولى الوهابيون على مكّة فهدموه ومنعوا من زيارته ، على عادتهم في المنع عن التبرك بآثار الأنبياء والصالحين ، بل جعلوه مربضا للدواب (أعيان الشيعة ٣ : ٧).
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٣٩ ، وذكره المسعودي ٢ : ١٧٤.
(٣) بحار الانوار ١٥ : ٢٥١.
(٤) اعلام الورى : ٥. ووصف كسرى فقال : «وهو قاتل مزدك والزنادقة ومبيرهم ، وهو الّذي زعموا انّ رسول الله عناه فقال : ولدت في زمن الملك العادل الصالح» وهذا أوّل كتاب نراه ينقل هذا مرسلا بل موهنا له بأنه من زعم من زعمه من بعض الناس! ولم اجده قبل نقل الشيخ الطبرسي في أيّ كتاب من العامة والخاصة ، بل مرّ خبر يخالفه انّه قال صلىاللهعليهوآله : «هذا أوّل يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا» وقد انتصروا على كسرى انوشيروان فكيف يصفه بأنّه العادل الصالح؟!