حملت به امّه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى. وكانت في منزل عبد الله.
__________________
فقال : أخطأتم والتوراة. قد ولد في هذه الليلة آخر الأنبياء وأفضلهم ، وهو الّذي نجده في كتبنا انّه اذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين وحجبوا من السماء.
فرجع كلّ واحد الى منزله يسأل أهله : فقالوا : قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن.
فقال اليهودي : اعرضوه عليّ. فمشوا معه الى باب آمنة فقالوا لها : أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي. فأخرجته في قماطه ، فنظر في عينيه وكشف عن كتفه فرأى شامة سوداء عليه شعرات. فسقط الى الأرض مغشيا عليه ، فضحكوا منه. فقال : أتضحكون؟ يا معشر قريش! هذا نبيّ السيف ليبيدنّكم ، وذهبت النبوة من بني اسرائيل الى آخر الأبد. وتفرّق الناس يتحدثون بخبر اليهودي.
قال علي بن ابراهيم : فلمّا رميت الشياطين بالنجوم وأنكروا ذلك اجتمعوا الى ابليس فقالوا : قد منعنا من السماء وقد رمينا بالشهب. فقال : اطلبوا فانّ أمرا قد حدث في الدنيا. فرجعوا وقالوا : لم نر شيئا. فقال ابليس : أنا له بنفسي. فجال ما بين المشرق والمغرب حتّى انتهى الى الحرم فرآه محفوفا بالملائكة وجبريل على باب الحرم بيده حربة. فأراد ابليس أن يدخل فصاح به جبرئيل : اخسأ يا ملعون : فجاء من قبل حراء فصار مثل الصدّ (الجبل المرتفع) ثمّ قال : يا جبرئيل حرف اسألك عنه؟ قال : وما هو؟ قال : ما هذا؟ وما اجتماعكم في الدنيا؟ فقال : هذا نبي هذه الامة قد ولد وهو آخر الأنبياء وأفضلهم. قال : هل لي فيه نصيب؟ قال : لا. قال : ففي امته؟ قال : بلى. قال : قد رضيت (تفسير القمّي ١ : ٣٧٣ ، ٣٧٤ ط النجف) ...
ولنحتفظ في الذاكرة بقوله : «قال : هل لي فيه نصيب؟ قال : لا» لنقارنه بما سنقرأه في قصّة شق صدره صلىاللهعليهوآله من انّ جبرئيل خاصّة أخرج من صدره نصيب الشيطان!
ومع قول يوسف اليهودي في مكّة في آخر الخبر السابق عن آمنة : «ذهبت النبوة من بني اسرائيل الى آخر الأبد» لا يمكن أن نرمي الخبر بانه يهودي من الاسرائيليات.
نعم في الخبر من الاستبعاد انّ الوليد بن المغيرة معروف بما وصف به في الخبر ولكن عند ظهور الاسلام ، فهل كان كذلك قبل ذلك بأكثر من أربعين عاما ، اي من قبل الأربعين من عمره حتّى بعد الثمانين؟!