ولعلّ اليعقوبي يقابل بالإجماع هذه الدعوى بعدم الخلاف في ذلك ، سيّما وهو يروي خبره بوفاته بعد ميلاد الرسول بشهرين عن الصادق جعفر ابن محمد عليهالسلام فيرى على نفسه ان يدافع عنه ولو بمقابلة دعوى عدم الخلاف بدعوى الإجماع.
ويوافق اليعقوبي الكليني من دون نسبة الى الصادق عليهالسلام فيقول : وتوفي أبوه عبد الله بالمدينة عند أخواله ، وهو ابن شهرين (١) فلعلّه لم يعتد برواية اليعقوبي لإرسالها ، أو لم يطّلع عليها.
أمّا المسعودي فقد ذهب الى ما ذهب إليه ابن اسحاق والواقدي اذ قال : وكان أبوه عبد الله غائبا بأرض الشام فانصرف مريضا فمات بالمدينة ورسول الله صلىاللهعليهوآله حمل. ثمّ قال : ومنهم من قال : انّه مات بعد مولد النبي بشهر ، ومنهم من قال : انّه مات في السنة الثانية من مولده (٢).
وروى المجلسي عن (المنتقى في مولد المصطفى) للكازروني من العامة : انّ عبد الله خرج الى الشام في عير من قريش يحملون تجارات ، ففرغوا من تجاراتهم ثمّ انصرفوا فمرّوا بالمدينة ، وعبد الله يومئذ مريض فقال اتخلف عند أخوالي بني عديّ بن النجار فأقام عندهم مريضا شهرا ، ومضى أصحابه فقدموا مكّة فسألهم عبد المطّلب عن عبد الله فقالوا : خلّفناه عند أخواله بني عدي وهو مريض. فبعث إليه عبد المطّلب أكبر ولده الحارث ، فوجده قد توفّي ، فأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه. وما ولوا من أمره حتّى قبروه ، فرجع الحارث الى أبيه فأخبره فحزن عليه وإخوته وأخواته حزنا ووجدا شديدا. ورسول الله يومئذ حمل.
__________________
وأمّا الدار الّتي دفن فيها أبو النبي فقد كانت قائمة حتّى بعد عام ١٣٩٠ ه ثمّ هدمت في توسيع فلكة مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ولم يبق لها أي أثر.
(١) اصول الكافي ١ : ٤٣٩.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٢٧٤.