ونقل الخطيب البغدادي عن علي بن المديني : أنّ ما جمع الواقدي من الأحاديث بلغ عشرين ألف حديث (١).
ونقل ابن سيد الناس عن يحيى بن معين أنّه قال : أغرب الواقدي على رسول الله في عشرين ألف حديث. ثمّ قال ابن سيد الناس : وقد روينا عنه من تتبعه آثار مواضع الوقائع وسؤاله من أبناء الشهداء والصحابة ومواليهم عن أحوال سلفهم ما يقتضي انفرادا بالروايات وأخبارا لا تدخل تحت الحصر (٢).
ونقل الذهبي عن إبراهيم الحربي أنّه كان يقول عنه : إنّه كان أعلم الناس بأمر الإسلام ، فأمّا أمر الجاهلية فلم يعلم منها شيئا (٣) ثمّ ذكروا له زهاء ثلاثين كتابا.
ونرى في قائمة كتبه كتاب الطبقات ، ولنا أن نتمثّله في كتاب الطبقات الكبرى لتلميذه وكاتبه محمّد بن سعد ، فقد نقل عنه كثيرا ولا شكّ أنّه صنّفه على غرار كتاب شيخه وروى فيه عن غيره أيضا.
ومن كتبه كتاب الرّدة ، ذكر فيه ارتداد العرب بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، ومحاربة الصحابة لطلحة بن خويلد الأسدي ومسيلمة الكذّاب وسجاح في اليمامة والأسود العنسي في اليمن. وقد نقل عنه تلميذه ابن سعد في الطبقات والطبري في تأريخه أخبار الأحداث الّتي تلت وفاة النبي ، وإنّما هو من كتابه في الرّدة.
ويمكن القول بأنّ ما نقله ابن سعد ، والطبري عنه عن الواقدي من أخبار الجاهلية فهو من كتاب سمّوه : «كتاب التأريخ والمغازي والمبعث» ، هكذا بتقديم المغازي على المبعث وتأخير المبعث عن المغازي ، الّذي عدّوه غير كتاب المغازي. والطبري ينقل المغازي عن الواقدي مباشرة ولكنّه حين يورد أخبار الجاهلية
__________________
(١) تأريخ بغداد ٣ : ١٣.
(٢) عيون الأثر ١ : ٢٠.
(٣) سير الأعلام ٧ : ١١٧.