وكان إسلامه قبل ان يولد علي بن أبي طالب (١) وتوهم النووي أن سنّ أبي بكر في هذه السفرة كان خمس عشرة ، بل عشرين سنة ، فقال كان أبو بكر أسبق الناس اسلاما ، أسلم وهو ابن عشرين سنة وقيل : خمس عشرة سنة (٢) وقد مرّ أنّ خبر ابن عباس كان خليّا عن هذه الاضافة ، وانّ المعروف انّ أبا بكر كان أصغر من النبي بأكثر من سنتين ، ولم يكن مع النبي في رحلته هذه ، كما ذهب إليه مغلطاي في سيرته (٣) والدمياطي كما في (تأريخ الخميس) (٤) ولا أظنّه الّا موضوعا باطلا كما ذهب إليه الذهبي (٥) من موضوعات معاوية كما روى خبرها ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة عن المدائني.
__________________
(١) نزهة المجالس ٢ : ١٤٧.
(٢) الغدير ٧ : ٢٧٢.
(٣) سيرة مغلطاي : ١١.
(٤) تأريخ الخميس ١ : ٢٥٩.
(٥) تأريخ الخميس ٢ : ٢٥٩ والسيرة الحلبية ١ : ١٢٠. وقال الحسني في سيرته : ولكنّ تلك المرويات على كثرتها وشهرتها بين المؤرخين والمؤلفين في سيرته لا يكاد يثبت منها شيء عند عرضها على اصول علم الدراية ، كما أشرنا الى بعض عيوبها في كتابنا (الموضوعات في الآثار والأخبار): (سيرة المصطفى : ٤٩) ولكنّه عاد في ص ٥٦ فقال «واذا كنت قد وقفت موقف المتصلب في كتابي (الموضوعات) من بعض المرويات الّتي يرويها المدائني عن بعض من تستّروا بصحبة النبي صلىاللهعليهوآله ورواها غيره من المؤرخين (كما رواها الصدوق فى (اكمال الدين واتمام النعمة) فإني لا أقف نفس الموقف من حديث بحيرا الراهب ، فمن الجائز أن يكون قد رأى النبي ولكن دروه معه لا يعدو أن يكون دور من يرقب له النبوة عند ما وجد فيه بعض العلامات الّتي وصفته بها الكتب القديمة كالتوراة والانجيل وغيرهما .. أمّا بقية الأحداث والخوارق الّتي روتها كتب التأريخ والحديث وادّعت وقوعها في تلك الرحلة ، فلو صحت لتركت أثرا في مكّة وما جاورها بل في شبه الجزيرة بكاملها ، ولم يحدث شيء من ذلك».