وروى ابن اسحاق في سيرته : أنّ خديجة بنت خويلد عرضت على رسول الله أن يخرج في مالها الى الشام تاجرا مع غلامها ميسرة ، فقبل رسول الله وخرج حتّى قدم الشام ، فباع سلعته واشترى ما أراد ، ثمّ أقبل قافلا الى مكّة ومعه ميسرة ، فلمّا قدم مكّة على خديجة حدّثها ميسرة عن قول الراهب وعمّا كان يرى من اظلال الملكين اياه.
فلمّا أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت الى رسول الله فقالت له : يا بن عمّ ، انّي قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك. ثمّ عرضت عليه نفسها.
فلمّا قالت ذلك لرسول الله ذكر ذلك لأعمامه. فخرج معه عمّه حمزة ابن عبد المطّلب حتّى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه فتزوجها (١).
بل مرّ أنّ الّذي نهض معه صلىاللهعليهوآله هو أبو طالب ، وهو الّذي خطب خطبة النكاح ، وكان أسنّ من حمزة ، وهو الّذي كفل محمّدا ، فلم يكن حمزة ليتزعم الأمر دون أبي طالب ، وأبو طالب هو أخو عبد الله لامّه دون سائر إخوانه أبناء عبد المطّلب. وحمزة لا يكبر النبي الّا بسنتين أو أربع.
وانفرد ابن اسحاق بأنّ خويلدا أبرم هذا الزواج ، أمّا غير ابن اسحاق
__________________
عن الحسن والواقدي وأبي صالح والعتبي ، وعن ابن بطة في الابانة ، وعن الزمخشري في ربيع الابرار وفي تفسيره ، وعن الخركوشي في شرف المصطفى وروى الخطبة اليعقوبي في تأريخه عن عمّار بن ياسر ٢ : ٢٠ والأوائل ١ : ١٦٢. والسيرة الحلبية ١ : ١٣٩.
(١) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٩٩ ـ ٢٠١ وليس في ابن اسحاق في السيرةما رواه الحلبي في سيرته ١ : ١٣٨ عن ابن اسحاق : أنّ خديجة قالت له : يا محمّد الا تتزوج؟ قال من؟ قالت : أنا! قال : ومن لي بك؟ أنت أيم قريش وأنا يتيم قريش! وتردّه الأخبار المعتبرة في الباب سيّما ما في خطبة أبي طالب من نعت النبيّ صلىاللهعليهوآله وبني هاشم.