قلت : والله ما أدري. فرجعت فذكرت ذلك له ، فقال : ارجع فواضعها وعدها يوما نأتيها فيه ، ففعلت.
فلمّا كان ذلك اليوم أرسلت الى عمرو بن أسد (عمّها) وطرحت عليه حبرا ودهنت لحيته بدهن أصفر ...
ثمّ جاء رسول الله في نفر من أعمامه ، يتقدّمهم أبو طالب ، فخطب أبو طالب فقال. ثمّ روى الخطبة المذكورة ثمّ قال : فتزوجها وانصرف (١).
هذا ، ولم يرد لفظ الاستيجار فيما نعلم من الأخبار الّا في أخبار ثلاثة :
الأوّل : ما رواه الصدوق في (اكمال الدين) بسنده الى بكر بن عبد الله الأشجعي عن آبائه : أن رفاق رسول الله في سفره الى الشام قالوا لابي المويهب الراهب عنه : انّه يتيم أبي طالب أجير خديجة (٢).
ورواه ابن شهرآشوب في (المناقب) (٣).
الثاني : ما ساقه ابن شهرآشوب في «المناقب» أيضا قال : كانت خديجة قد استأجرت النبي صلىاللهعليهوآله على أن تعطيه بكرين ويسير مع غلامها ميسرة الى الشام (٤).
الثالث : ما رواه الدّولابي الحنفي في «الذرية الطاهرة» بسنده عن الزهري قال : لمّا استوى رسول الله وبلغ أشدّه ـ وليس له كثير مال ـ استأجرته خديجة ـ
__________________
(١) اليعقوبي ٢ : ٢٠ والبداية والنهاية : ٢٩٥. ونقل الخبر محقق البحار المرحوم الرباني الشيرازي بهامش البحار ١٦ : ١٩ وعلّق عليه يقول : «قلت : فيها غرابة وشذوذ ، ولم يرد ذلك من طرق الإمامية بل ورد من طريق لا يعتمد عليه» وذلك لأنّه يشتمل على أنّ خديجة سقته ذلك اليوم ، أي الخمر ، فلمّا أصبح أنكر ثمّ أمضاه! (٢) كشف الغمة ٢ : ١٣٥ ، ١٣٦. وذكر مثله الطبرسي في اعلام الورى : ١٣٩.
(٣) اكمال الدين : ١٨٦.
(٤) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤١ ط قم.