ويشبه هذا الخبر المرفوع لابن الخشاب عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في جملة : «وقريش تبني الكعبة» خبر آخر مسند لابن حمّاد الدّولابي «الحنفي» في كتابه «الذرية الطاهرة» بسنده عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال : «دخل العباس على عليّ بن طالب وفاطمة بنت رسول الله وأحدهما يقول لصاحبه : أيّنا أكبر؟ فقال العباس : ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسبع سنوات ، وولدت ابنتي وقريش تبني البيت ، ورسول الله يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة ، قبل النبوة بخمس سنين» (١).
والظاهر أنّ المراد بأبي جعفر هو الباقر عليهالسلام كما في أخبار اخرى عنه مصرحة باسمه في الكتاب ومنها خبر قبل هذا عن أبي جعفر محمّد بن علي قال : «توفّيت فاطمة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله بخمس وتسعين ليلة في سنة احدى عشرة».
وان كان الراوي المباشر للخبر السابق : يحيى بن شبل ، لم أجده في مظانه من كتب الرجال.
والغريب أنّ الاربلي روى الخبرين وغيرهما بادئا لها بقوله : «ونقلت من كتاب : «الذرية الطاهرة» للدّولابي ، ولكنّه حذف الأسناد بادئا لهذا الخبر بقوله : «وقيل ...» من دون أن يشير الى أنّه يرويه عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام. فلعلّه لم يتنبّه لذلك (٢).
وعلى أيّ حال فالخبران عامّيان معارضان لما رواه الكليني عنه عليهالسلام بسند صحيح.
أما عن الصادق عليهالسلام فقد روى الطبري الإمامي في «دلائل الإمامة» بسنده عنه عليهالسلام قال : «ولدت فاطمة في جمادى الآخرة : اليوم العشرين منها
__________________
(١) الذرية الطاهرة : ١٥٢.
(٢) كشف الغمّة ٢ : ١٢٨ ، ١٢٩.