يحبّ عقيلاٌ ولذلك قال : دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم. فقال رسول الله : اخترت من اختار الله لي عليكم : عليا» (١).
ونقله ابن أبي الحديد في «شرح النهج» عن البلاذري والأصفهاني هكذا : انّ قريشا أصابتها أزمة وقحط ، فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ لعمّيه حمزة والعباس : ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل؟ فجاؤوا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم ، فقال : دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم ـ وكان شديد الحبّ لعقيل ـ فأخذ العباس طالبا وأخذ حمزة جعفرا ، وأخذ محمّد ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ عليا عليهالسلام وقال لهم : قد اخترت من اختاره الله لي عليكم : عليا.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٥ ، هذا وفي بعض التواريخ ، ويحضرني الآن منها «شرح الأخبار» للقاضي النعمان المصري المغربي التميمي الشيعي الفاطمي الإسماعيلي ، فيه أنّه كان بين كلّ واحد من ولد أبي طالب عشر سنين (ج ١ : ١٨٨) فإذا كان لعلي عليهالسلام يومئذ ست سنين كان لجعفر ست عشرة سنة ولعقيل ست وعشرون سنة ولطالب ست وثلاثون سنة ، ولذلك يبدو الخبر غريبا.
ولعلّه لهذا انفرد القاضي بذكر سبب آخر لذلك سوى القحط قال : انّ سببه في ذلك : أنّ أشراف العرب والسادات منهم كانوا اذا شبّ لأحدهم الولد وأراد تقويمه وتأديبه ، دفعه الى شريف من أشراف قومه ليلي ذلك منه ويستخدمه فيما يقومه به ، لئلّا يدلّ في ذلك عليه دلالة الولد على الوالد. وكان لأبي طالب ثلاثة من الولد (كذا) فلمّا شبّ عقيل دفعه أبو طالب الى عباس أخيه ، ولما شبّ جعفر دفعه الى حمزة أخيه ، ولما شبّ عليّ دفعه الى رسول الله ـ صلوات الله عليه وآله ـ.
وفي رواية اخرى : أنّه دفع جعفرا الى عباس ، وعليا عليهالسلام الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأبقى عقيلا عنده. فلمّا لحق رسول الله صلىاللهعليهوآله بالرجال وبان بنفسه وتأهّل كان علي عليهالسلام عند رسول الله (ج ١ : ١٨٨).
فالمغربي وان أغرب في خبره هذا ولكنّه ابتعد بذلك عن الغرابة في أعمار هؤلاء الأبناء.