في الكتاب ، فلمّا أوحاها إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الروح الّتي يعطيها الله ـ عزوجل ـ من شاء ، فإذا أعطاها عبدا علّمه الفهم» (١).
فسؤال الثمالي في هذا الخبر من الإمام الصادق عليهالسلام وان كان عن مصدر العلم للعالم الإلهي الرّباني ، ولم يكن السؤال عن حال الرسول صلىاللهعليهوآله قبل البعثة من حيث الديانة والعبادة الّا أنّ الإمام أجابه بما اشتمل على ذلك اذ قال : بأنّ مصدر العلم للعالم الإلهي الرّباني هي الروح الّتي يعطيها الله من شاء من عباده ، فإذا أعطاها عبدا علّمه الفهم ، بعد ما كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان ، كما في نصّ القرآن.
ولكنّ المولى المجلسي فسّر الروح هنا بروح القدس وقال كما مرّ : «كان منذ أكمل الله عقله في بدو سنّه نبيّا مؤيدا بروح القدس» ولذلك أجاب عن الاستدلال بالآية يقول : «وأمّا استدلالهم بقوله تعالى : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) فلا يدلّ الّا على أنّه صلىاللهعليهوآله كان في حال لم يكن يعلم القرآن وبعض شرائع الإيمان ، ولعلّ ذلك كان في حال ولادته قبل تأييده بروح القدس ، كما دلّت عليه رواية أبي حمزة وغيرها» (٢).
اذن يبقى علينا أن نبيّن معنى الروح :
قد روى الكليني في «اصول الكافي» بسنده عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ)؟ قال : «خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمة من بعده» (٣).
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ٢٧٣ ، ٢٧٤.
(٢) البحار ١٨ : ٢٨١.
(٣) اصول الكافي ١ : ٢٧٣.