فلمّا تمّ له صلىاللهعليهوآله أربعون سنة أمره بالصلاة وعلّمه حدودها ، ولم ينزل عليه أوقاتها ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّي ركعتين ركعتين في كلّ وقت.
وكان علي بن أبي طالب يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه ولا يفارقه ، فدخل علي عليهالسلام الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يصلّي ، فلمّا نظر إليه يصلّي قال : يا أبا القاسم! ما هذه؟ قال : الصلاة الّتي أمرني الله بها. فدعاه الى الإسلام ، فأسلم وصلّى معه. وأسلمت خديجة. فكان لا يصلّي الّا رسول الله وعلي وخديجة.
فلمّا أتى لذلك أيام دخل أبو طالب الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه جعفر ، فنظر الى رسول الله وعلي عليهماالسلام بجنبه يصليان ، فقال لجعفر : يا جعفر صل جناح ابن عمّك. فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر ، فلمّا وقف جعفر على يساره برز رسول الله صلىاللهعليهوآله من بينهما وتقدّم.
فلمّا أسلم عليّ وخديجة وجعفر أسلم زيد (بن حارثة الكلبي) بعدهم. فكان يصلّي خلف رسول الله : علي وجعفر وزيد وخديجة (١).
وهذا النصّ من القميّ وان لم يكن نصا من امام معصوم كما هو المفروض في الخبر عن تفسير الإمام عليهالسلام ، ولكنّه على أحسن الظّن بالقميّ ، وباستبعاد أكيد أن يكون قد أخذ ذلك عن غيرهم عليهمالسلام ، لا يقلّ شأنا عن النصّ عند اعواز النص ، بل يفضل النص السابق عن تفسير الإمام ، بانفراده ـ خبر التفسير ـ وتظافر أخبار غير قليلة من الخاصة والعامّة تنصّ على بدء بعثة الرسول بصلاته ثمّ صلاة علي وخديجة ثمّ زيد وجعفر بن أبي طالب بتوصية أبيه أبي طالب ، من دون نصّ على نزول شيء من القرآن ، ببدء بعثة النبيّ صلىاللهعليهوآله في الأربعين من عمره. وسننقل هنا عيّنة من هذه الأخبار.
__________________
(١) إعلام الورى : ٣٦ ، ٣٧ ولم نجده في تفسيره ، ورواه عنه ابن شهرآشوب بتغيير يسير كما مرّ.