ونقل العلّامة الطبرسي عن كتاب «الإيضاح» لأحمد الزاهد بإسناده عن سعيد بن المسيّب عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : «سألت النبيّ صلىاللهعليهوآله عن ثواب القرآن ، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء ، فأوّل ما نزل عليه بمكّة : فاتحة الكتاب ، ثمّ اقرأ باسم ربّك ، ثمّ ن والقلم» (١).
هذه الأخبار هي كلّ ما جاءنا في أخبار الأئمة الأطهار عليهمالسلام في أوّل ما نزل من القرآن غير مقيّدة له ببداية البعثة ، اللهم الّا ما مرّ أوّلا عن تفسير الإمام عليهالسلام.
والتفسير هذا فيه ما لا يعرف بل ينكر ، ممّا طعن به بعض المحقّقين في نسبته الى الإمام عليهالسلام ، ولكنّ ذلك لا يقتضي أكثر من استظهار أنّ الراوي كان يحضر عند الإمام عليهالسلام فيسأله عن أشياء من تفسير القرآن ، وبعد رجوعه الى داره كان يثبت ذلك لديه نقلا بالمعنى كما فهمه ، فربّما زاد أو نقص أو أخلّ حسبما تتحمله طاقته وتسعه ظرفيته. وهذا إنمّا يقتضي الاحتياط في تلقّي ما جاء فيه بالقبول ، باشتراط مطابقته أو موافقته لسائر الآثار الصحيحة ، ولا أقلّ من عدم مخالفته لها ، ولا يقتضي عدم الاعتماد عليه اطلاقا (٢).
وليس لنا في كيفية البعثة غير هذا الخبر المنفرد كما ترى ـ من تفسير الإمام ـ سوى نصّ علي بن ابراهيم القميّ ، فيما اذا تلقيناه كالنصّ عند إعواز النصوص.
قال : «وكان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب ، فنظر الى شخص ، يقول له : يا رسول الله! فقال له : من أنت؟ قال : جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ... ونزل جبرئيل وأنزل عليه ماء من السماء وقال : يا محمّد! قم وتوضّأ للصلاة. وعلّمه جبرئيل الوضوء وغسل الوجه واليدين من المرفق ، ومسح الرأس والرجلين الى الكعبين ، وعلّمه السجود والركوع.
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٤٠٥.
(٢) انظر التمهيد ١ : ٧٣.