العبّاس ، والله إنّ دينه لخير الأديان ، وانّ امّته أفضل الامم. قلت : فلمن الأمر من بعده؟ قال : لابن عمّه وختنه على بنته ، يا عفيف الويل كلّ الويل لمن يمنعه حقّه.
ثمّ نقل عن ابن اسحاق قال : انّ النبيّ كان اذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكّة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا. فمكثا كذلك زمانا.
ثمّ انّ أبا طالب رأى النبيّ وعليا يصلّيان فسأل عن ذلك فقال النبيّ : انّ هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا ابراهيم عليهالسلام. وقال علي : يا أبت آمنت بالله وبرسوله وصدّقته بما جاء به وصلّيت معه لله. فقال له : امّا إنّه لا يدعو الّا الى خير ، فالزمه.
ولكنّه نقل عن كتاب الشيرازي قال : انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا نزل الوحي عليه أتى المسجد الحرام وقام يصلّي فيه ، فاجتاز به علي ـ وكان ابن تسع سنين ـ فناداه : يا علي أقبل إليّ ، فأقبل إليه ملبّيا ، فقال له : انّي رسول الله إليك خاصة ، والى الخلق عامة ، تعال يا علي فقف عن يميني وصلّ معي. فقال : يا رسول الله حتّى أمضي وأستأذن والدي! قال : اذهب فإنّه سيأذن لك. فانطلق يستأذنه في اتّباعه ، فقال : يا ولدي : تعلم أنّ محمّدا ـ والله ـ أمين منذ كان ، امض واتّبعه ترشد وتفلح. فأتى علي عليهالسلام ورسول الله قائم يصلّي في المسجد ، فقام عن يمينه يصلّي معه ، فاجتاز بهما أبو طالب وهما يصلّيان ، فقال : يا محمّد ما تصنع؟ قال : أعبد إله السماوات والأرض ، ومعي أخي علي يعبد ما أعبد يا عمّ ... فضحك أبو طالب حتّى بدت نواجذه.
بینما نقل عن ابن الفيّاض في «شرح الأخبار» عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : مرّ علينا أبو طالب ونحن ساجدان ، فأخذ بيدي وجعل يرغّبني في ذلك ويمضي عليه (١).
__________________
(١) شرح الأخبار : ١٧٧ و ١٧٩ للقاضي النعمان المصري المغربي التميمي الشيعي