للبيهقي (ت ٤٥٨) بسنده عن ابن اسحاق عن ابن جبر ، وروى قبله بسند البيهقي عن عفيف الكندي قال :
كنت امرأ تاجرا ، فقدمت منى أيام الحج ، وكان العبّاس بن عبد المطّلب امرأ تاجرا ، فأتيته أبتاع منه وأبيعه. فبينا نحن كذلك إذ خرج رجل من خباء ، وأخذ يصلّي تجاه الكعبة ، ثمّ خرجت امرأة فقامت تصلّي معه بصلاته ، وخرج غلام وأخذ يصلّي معه بصلاته. فقلت : يا عبّاس ، ما هذا الدّين؟ فقال : هذا محمّد بن عبد الله يزعم أنّ الله أرسله ، وأنّ كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه ، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد ، آمنت به ، وهذا الغلام ابن عمّه علي بن أبي طالب آمن به ، قال عفيف : فليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثانيا تابعه (١).
وروى الخبر هذا ابن شهرآشوب في «المناقب» عن كتاب «المبعث» لابن اسحاق ، و «تأريخ الطبري» بثلاثة طرق ، و «الإبانة» للعكبري ، بأربعة طرق ، و «تأريخ النسوي» ، والماوردي ، ومسند أبي يعلى ويحيى بن معين ، وتفسير الثعلبي وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل (٢) بأسانيدهم عن عفيف الكندي وأنّه أخو الأشعث بن قيس الكندي (٣) وأنّ العبّاس قال له : انّ ابن أخي هذا حدّثني : أنّ ربّه ربّ السماوات والأرض أمر بهذا الدّين ، ثمّ قال : والله ما على ظهر الأرض على هذا الدّين غير هؤلاء الثلاثة.
وعن ابن اسحاق عن عفيف قال : فلمّا خرجت من مكّة اذا أنا بشاب جميل على فرس قال : يا عفيف ما رأيت في سفرك هذا؟ فقصصت عليه فقال : لقد صدقك
__________________
(١) إعلام الورى : ٣٨.
(٢) مسند الامام أحمد ١ : ٢٠٩.
(٣) ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار ١ : ١٧٩ قال : أتيت مكّة لأبتاع من عطرها وثيابها.