وروى الكليني بسنده عن سعيد بن المسيّب قال : سألت علي بن الحسين عليهالسلام : ابن كم كان علي بن أبي طالب يوم أسلم؟ فقال : أو كان كافرا قط؟! إنّما كان لعلي عليهالسلام حيث بعث الله عزوجل رسوله صلىاللهعليهوآله عشر سنين ، ولم يكن يومئذ كافرا ، ولقد آمن بالله تبارك وتعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله وسبق الناس كلهم الى الإيمان بالله ورسوله ، والى الصلاة ثلاث سنين ، وكانت أوّل صلاة صلاها مع رسول الله الظهر ركعتين (١).
وروى الشيخ المفيد في «الإرشاد» بسنده الى يحيى بن عفيف بن قيس الكندي عن أبيه عفيف قال : كنت جالسا مع العبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه بمكّة قبل أن يظهر أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فجاء شاب فنظر الى السماء حين تملقت الشمس ، ثمّ استقبل الكعبة فقام يصلّي. ثمّ جاء غلام فقام عن يمينه ، ثمّ جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، ثمّ رفع الشاب فرفعا ، ثمّ سجد الشاب فسجدا. فقلت : يا عبّاس ، أمر عظيم! فقال العبّاس : أمر عظيم ، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمّد بن عبد الله ابن عبد المطّلب ، ابن أخي ، أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي ، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.
انّ ابن أخي هذا حدّثني أنّ ربّه ربّ السماوات والأرض أمره بهذا الدّين الّذي هو عليه ، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدّين غير هؤلاء الثلاثة (٢).
وروى الطبرسي خبر ضمّ النبيّ عليا إليه في صغره عن كتاب «دلائل النبوة»
__________________
(١) روضة الكافي : ٢٧٩.
(٢) الإرشاد : ٢٠ ، ٢١. ومن أقدم من بحث هذا الموضوع كلاميّا هو المتكلّم المعتزلي الأقدم الشيخ أبو جعفر الإسكافي المتوفى في ٢٤٠ ه في كتابه : المعيار والموازنة : ٦٦ ـ ٧٨ بتحقيق الشيخ المحقّق المحمودي. وقد أكثر النقل عن الإسكافي ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج. ومن الباحثين الأقدمين في الموضوع بعد الإسكافي : القاضي النعمان المصري في كتابه : شرح الأخبار : ١٧٨ ـ ١٩١ ، فراجع.