والاربلي في «كشف الغمّة» ذكر خبر ابن اسحاق في ضمّ النبيّ عليّا إليه ، وأخبار مسند أحمد بن حنبل ، ثمّ نقل عن «المناقب» للخوارزمي عن عبد الله بن مسعود خبرا يشبه خبر عفيف الكندي ، قال : انّ أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأرشدونا على العبّاس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس الى من ثمّ ، فجلسنا إليه. فبينا نحن عنده اذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة ، وله وفرة جعدة الى أنصاف اذنيه ، أقنى الأنف ، برّاق الثنايا ، أدعج العينين ، كثّ اللحية ، دقيق المسربة (١) شثن الكفين ، حسن الوجه ، معه مراهق أو محتلم ، تقفوه امرأة ، قد سترت محاسنها ، حتّى قصدوا نحو الحجر فاستلمه ، ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمته المرأة ، ثمّ طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفان معه. فقلنا : يا أبا الفضل انّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم ، أو شيء حدث؟ قال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة امرأته خديجة بنت خويلد ، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين الّا هؤلاء الثلاثة.
ثمّ قال : ومثله عن عفيف الكندي ... وقال : وكان عفيف ابن عمّ الأشعث بن قيس. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده والنطنزي في «الخصائص» ثمّ نقل عن «الخصائص» في قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)(٢) قال : إنّما نزلت في النبيّ
__________________
والفصل الأوّل : المسابقة في الإسلام من ٤ الى ١٣. وأمّا خبر ابن اسحاق في ضمّ النبيّ عليّا عليهالسلام إليه ، فقد نقله في فصل الطهارة والرتبة : ١٧٩ عن الطبري والبلاذري والواحدي والثعلبي وشرف النبيّ وأربعين الخوارزمي ومغازي ابن اسحاق ..
(١) المسربة : الشعر الدقيق من الصدر الى السرة.
(٢) البقرة : ٤٣.